الاثنين، 15 أكتوبر 2012

وصف بركة


أردت معرفة شرح أبيات قصيدة ( وصف بركة ) ووجدت ضالتي في موقع مدرستي فجزى الله خيرا المعلم الذي تفضل بكتابة الشرح والشخص الذي قام بعرض الشرح على الانترنت ، علما بأنني قمت بإعادة كتابتها حتى تظهر بصورة واضحة لطالب العلم ، مع إضافة بسيطة للشرح التوضيحي للصور الخيالية .


الموضوع ( وصف بركة ) للشاعر ابن حمديس الصقلي
المجال :  الأدب تنمية للخيال والابتكار

الشاعر :  هو محمد بن عبد الجبار بن حمديس الصقلي ولد سنة ( 447 هـ ) ( 1055م ) في مدينة سرقوسة بصقلية

جو النص : أنشأ المنصور من أعلى الناس أمير ( بجاية ) بالمغرب الأوسط إحدى المدن الجزائرية الآن بركة جميلة قصره زينت حافاتها بأشجار عليها طيور صناعية وعلقت على أغصانها قناديل مذهبة ومفضضة وأقيمت حولها تماثيل على هيئة أسود يخرج الماء من أفواهها ... وقد وفد الشاعر على المنصور فتأثر بهذا المنظر الرائع ووصفه في قصيدة طويلة منها الأبيات المذكورة بالكتاب المقرر ص 165 .

الأفكار: قامت الأبيات على فكرتين رئيسيتين هما :
1-     منظر الأسود حول البركة .
2-     منظر الأشجار وما عليها من زينة .

معاني الكلمات :  الأبيات من 1-7
ضراغم        :       جمع ضرغام وهو الأسد
العرين         :       بيت الأسد ، وعرين رياسه : المراد قصر المنصور
خرير الماء    :       صوته
غشى          :       غطى
النضار        :       الذهب الخالص
البلور          :       نوع من الزجاج النقي الصافي
مثيرا           :       من يثيرها ويستفزها ويحركها
فتكاتها         :       جمع فتكة وهي الهجمة                       
أقعت           :       جلست على مؤخرتها معتمدة على ذراعيها
تخالها          :       تحسبها        
تجلو           :       تظهر
ألسنها          :       ألسنتها
اللواحس       :       المراد المتدلية والمفرد لاحس
جداول         :       قنوات مياه
غديرا          :       ماء مجتمع هو البركة
الدرع         :       قميص من حلقات معدنية يلبس في الحرب وتبدو فيه تموجات
                        ضوئية شبه بها سطح الماء عندما يتكسر بمرور النسيم فوقه .
قدر            :       أحكم
سردها         :       نسجها



معنى الأبيات من 1-7
1-  وضراغم سكنت عرين رياسة                تركت خرير الماء فيه زئيرا
حول هذه البركة في ساحة قصر الإمارة تماثيل أسود يندفع الماء من أفواهها فيحدث صوتا كأنه زئير الأسد الحقيقية .

2-  فكأنما غشى النضار جسومها         وأذاب في أفواهها البلورا
وقد صنعت من معدن أصفر يشبه الذهب الخالص وسال الماء من فمها صافيا كالبلور.

3-  أسد كأن سكونها متحرك                      في النفس لو وجدت هناك مثيرا
وقد بلغ من دقة صنعها أنك تظنها أسودا حقيقية ولكنها ساكنة في الظاهر فقط فإذا هيجها أحد ثارت وتحركت .

4-  وتذكرت فتكاتها فكأنما                        أقعت على أدبارها لتثورا
وكأنها استعادت ذكريات عهدها في الغابة حين كانت تهجم على الفريسة فتهيأت لذلك بأن جلست على أدبارها وهمت بالوثوب عليها .

5-  وتخالها والشمس تجلو لونها          نارا وألسنها اللواحس نورا
وتظن لونها في شدة توهجه عند انعكاس الشمس عليه نارا بينما ترى المياه المندفعة مثل الألسنة المتدلية نورا منبثقا من هذه النار.

6-  فكأنما سلت سيوف جداول            ذابت بلا نار فعدن غديرا
وتجري الجداول والقنوات بين أيديها فكأنها تمسك سيوفا مسلولة قد ذابت بلا نار وتجمعت فصارت غديرا.

7-  وكأنما نسج النسيم لمائه                       درعا فقدر سردها تقديرا
ويمر النسيم برفق على سطح البركة فيجعله متكسرا كالدرع المحكمة .

التصوير : الأبيات من 1-7
رسم الشاعر في هذه الأبيات لوحة فنية لجانب من البركة التي تحيط بها الأسود
فيها حركة تحسها في ( اندفاع الماء ، ومرور النسيم )
ولون تراه في ( النضارة ، البلور ، نارا ، نورا )
وصوت تسمعه في ( خرير الماء ، زئير الأسود )
وشكل تتمثله ( أقعت على أدبارها ، ألسنها اللواحس ، سيوف جداول ، غدير ، درعا )
فكأنك تشاهد ذلك المنظر كما شاهده الشاعر.


وفي خلال تلك الصورة الكلية جاءت صور جزئية خيالية ففي :
1- عرين رياسة
استعارة تصريحية
المشبه : قصر الأمير   ،  المشبه به : عرين الأسد
حيث حذف المشبه وصرح بالمشبه به
وفائدتها توضيح المعنى والايحاء بشجاعة الأمير .
1- تركت خرير الماء فيه زئيرا
تشبيه
المشبه : خرير الماء   ، المشبه به : زئير الأسد
حيث شبه صوت الماء بزئير الأسد ، وهو تشبيه غير جميل لتناقض الجو النفسي بين طرفيه فصوت الماء جميل محبوب كالموسيقى العذبة وصوت الأسد مخيف .
2- فكأنما غشى النضار جسومها  
كناية
كناية عن شدة اصفرار المعدن الذي صنعت منه تماثيل الأسود.
2- وأذاب في أفواهها البلورا
كناية
كناية عن صفاء الماء المندفع من أفواه تماثيل الأسود
3- أسد كأن سكونها متحرك   في النفس لو وجدت هناك مثيرا
كناية
كناية عن دقة صنعها فتبدو لك أسدا حقيقية ساكنة الظاهر حية الباطن تتحرك لو أثارها أحد .
4- وتذكرت فتكاتها فكأنما أقعت على أدبارها لتثورا
كناية
كناية عن التحفز والاستعداد وفيها ايحاء قوي بروعة الصناعة.
5- وتخالها والشمس تجلو لونها  نارا
تشبيه
فقد شبه لون تماثيل الأسود في ضوء الشمس بالنار.
5- وألسنها اللواحس نورا
تشبيه
فقد شبه ألسنة تماثيل الأسود المتدلية بالنور
5- وألسنها اللواحس نورا
استعارة تصريحية
المشبه: الماء المنساب من أفواه تماثيل الأسود
المشبه به : الألسنة المتدلية
وحذف المشبه وصرح بالمشبه به
وجمالها ايضاح المعنى والإيجاز وتأكيد وجه الشبه مما يوحي بجمال المنظر.
6- سيوف جداول
تشبيه بليغ
المشبه : الجداول    ، المشبه به : السيوف
حيث شبه الجداول في امتدادها وصفائها بالسيوف في شكلها ولمعانها.
7- نسج النسيم لمائه درعا
استعارة مكنية
المشبه : النسيم    المشبه به : الإنسان
فقد شبه النسيم في تكسيره لصفحة الماء بصانع ينسج الدروع ، وحذف المشبه به ودل عليه بصفة من صفاته وهي النسج .
وجمالها التشخيص (شخصت المشبه به فجعلته انسانا)
وجعلت الصورة أكثر قربا من ذهن القارئ
7- نسج النسيم لمائه درعا
استعارة مكنية
المشبه : الماء     المشبه به : إنسان يلبس درعا
فقد شبه الماء في تموجه ولمعانه بإنسان مكسوا بالدرع ، وحذف المشبه به ودل عليه بصفة من صفاته وهي الدرع.
س - ما العاطفة المسيطرة على الشاعر؟ وما أثرها في اختيار الألفاظ ؟
عاطفة الإعجاب بهذا المنظر الجميل تسيطر على الشاعر
فجاءت ألفاظه موحية بالبهجة والروعة في صناعة تماثيل الأسود حول البركة مثل : خرير الماء -  النضار – البلور – تجلو لونها – نورا – النسيم
أما لفظ الزئير غير ملائم لموضعه.

المحسنات البديعية :
سكونها ، متحرك
طباق
وهو يبرز المعنى بالتضاد
أقعت ، تثور
طباق
وهو يبرز المعنى بالتضاد
نارا ، نورا
جناس ناقص
يعطي جرسا موسيقيا ترتاح له الأذن
تذكرت فتكاتها
حسن التعليل
تعليل جميل للهيئة التي صنعها عليها الفنان والتي عبر عنها الشاعر في ( أقعت على أدبارها )
فقدر سردها تقديرا
اقتباس
مقتبس من قوله تعالى مخاطبا داود عليه السلام ليصنع الدروع :" أن أعمل سابغات وقدر في السرد"
الأساليب
في الأبيات تقديم ( ضراغم سكنت ) فيه تقوية وتأكيد بتكرار الإسناد .
نوع الأساليب
الأساليب خبرية لإظهار الإعجاب

معاني كلمات الأبيات من 8-13 :
بديعة                   :       فريدة لا نظير لها
تعبر البحر             :       تقطعه من جانب إلى آخر
مسجورا               :       ممتلئا                 
والمعنى أن نظراتي إلى الأشجار تمر في طريقها إليها بعجائب كثيرة من جمال البركة .
نزعت إلى سحر       :       تشبه السحر
النهى                   :       العقول ، جمع نهية
سرجت أغصانها      :       علقت فيها السروج وهي المصابيح
وقع                    :       جمع واقعة أو واقع ، وهي الطيور التي هبطت على
                                الأغصان
تستقل بنهضها         :       المراد نزع نفسها وتحرك جناحيها للطيران
اللجين                  :       الفضة
السلسال                :       المترقرق الصافي
نمير                   :       عذبا صافيا
خرس                  :       جمع أخرس وخرساء
الفصاح                :       جمع فصيحة
شدت                   :       غنت
تغرد بالمياه صفيرا    :       المراد يحدث اندفاع الماء من مناقيرها بدل التغريد
صفيرا                 :       الصوت الخالي من الحروف



معنى الأبيات من 8-13 :
8-  وبديعة الثمرات تعبر نحوها                   عيناي بحر عجائب مسجورا
كم من أشجار عجيبة الثمار على حافة البركة الجميلة تمر نظراتي إليها بعجائب كثيرة

9-  شجرية ذهبية نزعت إلى                      سحر يؤثر في النهى تأثيرا
 والأشجار تنعكس عليها الأضواء فتجعلها ذهبية اللون تسحر العقول بجمالها

10- قد سرجت أغصانها فكأنما                    قبضت بهن من الفضاء طيورا
 وقد علقت على أغصانها مصابيح وتماثيل طيور كأنها جذبتها بأنوارها من الفضاء

11- وكأنما يأتي لوقع طيرها                      أن تستقل بنهضها وتطيرا
ولكنها طيور لا تستطيع أن تنهض وتطير لأنها مثبتة على الأغصان

12- من كل واقعة ترى منقارها                   ماء كسلسال اللجين نميرا
وترى الماء مندفعا من مناقيرها صافيا كأنه فضة تنساب في تسلسل وترقرق

13- خرس تعد من الفصاح فإن شدت             جعلت تغرد بالمياه صفيرا
وهي خرساء لا تغرد لأنها تماثيل ولكن صوت الماء في اندفاعه منها يعوضها عن التغريد ويجعلها فصيحة النطق كأن بها حياة .

التصوير :
رسم الشاعر في الأبيات السابقة لوحة فنية لمنظر الأشجار وما عليها من مصابيح وطيورصناعية .
وانك لتحس الحركة في ( تعبر نحوها ، قبضت بهن ، تأبى لوقع طيرها ، تطير )
وتسمع الصوت في ( الفصاح ، شدت ، تغرد ، صغيرا )
وترى اللون في ( الثمرات ، ذهبية ، سرجت أغصانها ، سلسال اللجين )
فإذا ضممت هذه اللوحة السابقة تكامل المنظر الرائع للبركة وما حولها كأن رساما بارعا صورها بريشته وألوانه أو كأنك تعيش فيها إحساسك ووجدانك ، وفي خلال تلك اللوحة الفنية استعان الشاعر بالصور الجزئية .
8- بديعة الثمرات
كناية
كناية عن موصوف وهو الأشجار
8- تعبر نحوها عيناي
استعارة مكنية
استعارة مكنية تصور العينين انسانا يقطع البحر من الشاطئ إلى آخر.
المشبه: العينين  ،   المشبه به : الإنسان
حذف المشبه وأتى بصفه من صفاته وهو تعبر
وجمالها التشخيص وأبرزت المعنى بالإيحاء باتساع البركة ، وأثرت في نفس السامع.
8- بحر عجائب
تشبيه
المشبه: العجائب   ، المشبه به: البحر
فقد شبه العجائب الكثيرة بالبحرالواسع وأضاف المشبه به إلى المشبه ( بحر : مضاف ، عجائب : مضاف إليه ) وهو تشبيه يميل إلى المبالغة .
9- شجرية ذهبية (هي ذهبية)
تشبيه
المشبه : الأشجار  ، المشبه به: لمعان الذهب
شبه الأشجار والأضوء المنعكسة عليها  بلمعان الذهب
9- ونزعت إلى سحر
تشبيه
المشبه : الأشجار ، المشبه به : السحر
شبه الأشجار في تأثيرها على المشاعر والعقول بالسحر ، ويوحي بروعة الأشجار ومدى فتنتها للناظرين .

10 – قبضت بهن من الفضاء طيورا
استعارة مكنية
المشبه: الأغصان ، المشبه به : الإنسان
حيث صور الأغصان وما عليها من مصابيح ذات أنوار تستهوي الطيور وتجذبها إنسانا يقبض الطيورويمسكها فحذف المشبه به وأتى بصفة من صفاته وهي يقبض وجمالها في التشخيص ، والإيحاء بقوة التأثير والسحر وتكون أقرب إلى ذهن القارئ.
11- تأبى لوقع طيرها
استعارة مكنية
المشبه: الأغصان ، المشبه به: الإنسان
حيث صور الأغصان إنسانا يأبى (يرفض) ترك الطيور الهابطة ويمنعها من الطيران ، وحذف المشبه به وأتى بصفة من صفاته وهي الإباء
وجمالها التشخيص وتشعر القارئ بجاذبية الجمال المسيطرعلى المكان وتوحي بروعة المنظر ودقة التصوير .
12- ماء كسلسال اللجين
تشبيه
المشبه : الماء ، المشبه به : سلسال اللجين أداة التشبيه : حرف الكاف
حيث شبه الماء المندفع من مناقير تماثيل الطيور صافيا كأنه فضة تنساب في تسلسل وترقرق
13- خرس فإن شدت
استعارة مكنية
المشبه: تماثيل الطيور، المشبه به: الطيور
حيث شبه تماثيل الطيورالخرساء بالطيور الشادية المغردة وقد حذف المشبه به ودل عليه بصفة من صفاته وهو شدت



المحسنات البديعية :
وقع ، تطير
طباق
خرس ، الفصاح
طباق
بحر عجائب مسجور
اقتباس
مقتبس من قوله تعالى :"والبحر المسجور"

الوصف من الأغراض التي برع فيها شعراء الأندلس مع الميل إلى التفصيل واستيفاء الصور، ويعد هذا النص من الوصف المتطور فقد تناول موضوعا جديدا في الشعرالعربي وهو وصف التماثيل والنافورات التي كانت في قصور الخلفاء في العصر العباسي بالمشرق والمغرب .

س- ما مميزات شخصية الشاعر؟
شاعر رقيق الحس دقيق الوصف ، معجب بالجمال قادر على نقل مشاعره والتأثير في النفوس بدقة ملاحظته وهو متأثر بالقرآن الكريم وبشعراء المشرق العربي .

س- بم يمتاز أسلوبه ؟
برقة الألفاظ وملاءمتها للموضوع ووضوح الأفكار وتحليلها ورسم الصورة الكلية وسعة الخيال والبراعة في استيفاء الصور.